
"سئمنا القصص المكرّرة... وأنا أول السأمين." لم أعد أطيق حكاية من وُلدت كتوأم لبلاك، أو من استيقظت ذات صباح لتكتشف أنها ابنة سيريوس، أو تلك التي تنادي سنيب بـ"أبي"! كلنا كنا هناك، وقرأناها مرة... ثم مرّتين... ثم ألف. والآن؟ طفح الكيل. لكن هذه القصة؟ ليست محاولة أخرى للركوب على موجةٍ ماتت. ليست من تلك التي تُروى على طاولات الموحّلين المتحمسين، ولا تُدرّس في مكتبة هوجورتس السفلية. إنها أعظم من أن تُحكى على ألسنة نقاء الدم... وأخطر من أن تخرج من فم عاميّ تافه لا يفقه الفرق بين تعويذة ومحرّك كهربائي. هذه القصة لم تُكتب لتُعجب... بل لتُخيف. لتكسر. لتهزّ جذور العالم السحري الذي ظننته محفوظًا تحت الأختام والعهود. لكنني... أنا من كسر العهد. في عالمٍ لم نعد نُفرّق فيه بين المعجزة واللعنة، عالمٍ اعتاد العجائب حتى أصابته البلادة، كان هناك شيء... لا يُقال عنه أنه وُجد، ولا يُقال أنه خُلق. بل كان هناك... ينتظر لحظة ظهوره فحسب. وفي ذلك الصباح الرمادي من شتاءٍ شديد البروده شقّ السماء طائرٌ بلون الدم، جميلٌ بشكلٍ لا يُطاق، يشبه وعلى أدق تشبيه نارٌ تبتسم. في مخالبه لفافة عتيقة، وحين هبط على مكتب دمبلدور، ذلك العجوز الخرف أحدث صوت جناحيه رجفة في الأزمان المعلومه الحاضر والمستقبل. ألقى اللفافة بهمجية غير معهوده بعالم السحر فتح دمبلدور الورقة، وبداخلها... عقدٌ ليس ككل العقود. طويل، داكن، كأن العتمة صيغت في معدنه وفي مركزه سيفٌ صغير، مُغمس بدماء... لا اسم لها، ولا ماضٍ معلوم. قرأ دمبلدور السطور، فشهقت الجدران، وخمدت الأنوار، وحدثت المعجزة... قيل ذات مره : سيهوي طائران... لا لون لريشهما، مشوَّها العين، مكسور الجسد، منسيّي الأصل، لكن السماء تعرف اسميهما. سيسقطان على قلبين... أنقى من دم العنقاء، ويلتحمان ككلمتين في تعويذة قديمة. فإذا اجتمعا، كُسِر الحاجزُ بين مَن سُحِر ومَن جُهل، وتنهض من الرماد... حكايةٌ لا يُروى مثلها، لأنها ليست للناس... بل للقدر وحده.All Rights Reserved
1 part