
مراهق يقع بحب النجوم والفلك، لكن أباه الساعاتي يريد منه أن يرث عمله ويتعلم حرفة العائلة. -سهيل! ألم أنهك؟! متى ستكفّ عن إضاعة الوقت في كوخك الشّجريّ ذاك وحماقة النّجوم تلك؟ -لم تعد طفلا يا سهيل! اكبر! وإنّي لأعيذك من أن تسخطني عليك! -أوقد فعلتها يا سهيل؟! دواخله المضطربة تتأجّج، ودماغه يبذل وسعه للسّيطرة على الاضطراب ومنع حدوث الأسوأ! فهل من كان يستحق اللّوم سهيلٌ وحده؟! أم هو يقاسمه العبء والملامة؟! -مصيبة يا سهل، وليس بيدنا غير الدعاء! لعل الله يفرج ما نحن فيه! أيخيل إليه أم أنه بات يرقب ليله فرقا بعدما كان يرقبه فرحا؟! ظل محدقا بظهره، بظهر ابنه المنكمش خيبة، يتساءل إلى أي مدى جرح ابنه لينكمش هكذا! إن كانت السماء أوقعته في شراك حسنها في ليلة واحدة فكيف يمنع ابنه عنها ويلومه لولعه بها! عليه إصلاح شجرة الوقت! وإلا ضاع أبد الآبدين! لم يتوقع أن يكون ابنه أول من يجده! ود لو ظهر ضعيفا أمام الخلق كلهم خلاه! -أحقا تريد أن تسمع؟! أيكبّره أبوه أخيرا؟! أيراه على قدر المسؤولية؟! أيراه كبيرا في عينه؟! -تصالحتما أخيرا؟! "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك" -ألن نذهب للنوم؟ تأخر الوقت؟ ثم أسند ظهره إلى الشجرة يطالع النجوم، لا يكبر المرء من كل ما أحبه من طفولته، ولا يهنأ من غيره... تكاد تسلبه النجوم لبَّه، وتملكAll Rights Reserved