
اقترب جونقكوك خطوة حتى كاد صوته يلامس أذن جيمين، حادًّا كالسيف: لا تظن أنك تثير إعجابي بتجاهلك. أنت آخر شخص يملك الحق أن يتصرّف وكأن شيئًا لم يحدث. جيمين لم يحرك ساكنًا ترك كلمات جونقكوك تتساقط بينهما كرصاص فارغ، ثم رفع عينيه ببطء، نظرة ثابتة كالثلج، لكن بداخلها جمر مشتعل يلمع خفية ابتسامة باردة ارتسمت على شفتيه، لا تصل للعينين، بينما لعب بأصابع يده بهدوء فوق الطاولة كمن يعلن سيطرته المطلقة: وهل تظن نفسك مهمًّا لدرجة أنني ما زلت أحمل شيئًا من أجلك؟ تصلبت ملامح جونقكوك، قبضته انشدّت، وعينيه لم تفارق حركة يدي جيمين، صمته كان أثقل من أي كلمة، وكل جزء منه يئن تحت رغبة متناقضة الغضب والفضول والشيء الآخر الذي لا يعترف به. أضاف جيمين بصوت خافت لكن حاد، كطعنة لا تُمحى: أنت... لا تعني لي شيئًا. لثوانٍ، بقي الصمت بينهما مشحونًا، حتى أن خفوت الضوء من المصابيح في الممر بدا كأنه يختبر صبرهما. كل نظرة، كل حركة، كانت تتنفس التوتر المكبوت، الشرارة الخفية، واللعبة القاسية التي لن تنتهي إلا في اللحظة الأخيرة.All Rights Reserved