في هذا العالم... لا تُقاس حياة الإنسان بالسنوات، ولا تحددها الأقدار كما يظنّ البعض.
هنا... العمر مجرد رقم مضيء فوق المعصم، يتناقص مع كل خطوة، مع كل كلمة، ومع كل شعور.
بطارية تسمّيها الناس "رصيد الحياة".
من تنفد بطاريته... يسقط ميتًا في لحظته، كشمعة انطفأت فجأة.
الناس تعيش خائفة من الأرقام.
يتعاملون مع مشاعرهم بحذر، يتحدثون بأقل الكلمات، ويحسبون أنفاسهم كما يحسب التاجر نقوده.
فالحب هنا رفاهية قاتلة... لأنه يستهلك البطارية أسرع من أي عمل أو جهد.
لكن... دائمًا هناك استثناء.
وتين، الفتاة ذات العينين العسليتين، لم تكن تعرف يومًا معنى النقص.
رصيدها ظل مرتفعًا، وكأنها وُلدت بطاقة لا تنفد.
لم تفكر لماذا... ولم تسأل.
حتى تلك الليلة عند الميناء... حين رأت رجلاً بطاريته لا تكاد تكفيه إلا لأيام قليلة، ورأت لأول مرة رقمها يهتز.
كانت تلك اللحظة... بداية الحكاية