ولدت إليانور غراي في بلدة "روزفيلد" الصغيرة، حيث كانت طفولتها ناعمة كنسيم الصباح، مليئة بالرسم والتأمل وأحلام بسيطة لا تعرف الحزن.
لكن حين بلغت الثانية عشرة، تبدّلت الأحلام، وانكشفت قسوة العالم: رحيل الأم، وضياع الطريق، ثم فشل وارتباك جعلها تترنح بين اليأس والأمل.
ومع كل ذلك، نهضت من جديد، لتواجه اختبارًا أقسى حين أخذ القدر منها جدّها - السند الأخير.
رواية عن النهوض بعد الانكسار، عن الضوء الذي يطل من بين الشقوق، وعن فتاة اختلفت عن الجميع... لأنها كانت ترى العالم بعينٍ أخرى.
في اللحظة التي زفّ إليها الطبيب خبر وفاة من ظنّته والدها... انهار كل شيء..
انهارت خططها، وتلاشت آمالها أدراج الرياح....
سؤال واحد دوّى في ذهنها "لماذا الآن؟" لكنها لم تبحث عن جواب، إذ لم يكن ثمة وقت لذلك....
كان هناك ما هو أهم، التفكير في إنقاذ نفسها... حياتها... ومستقبلها...
لم تقبل بيلار، ذات السابعة عشرة... أن تُزجّ في ميتم حتى بلوغها الثامنة عشرة، ولا أن تُدرج في نظام التبنّي بعد كل ما عانته....
لم يكن أمامها سوى حلّ واحد... التواصل مع والدها البيولوجي..... صحيح أنها لم تره يومًا، لكنها عرفت عنه القليل من حديث والدتها.... حديث عن رجل وعن إخوة خمسة لم تلتقِ بهم قط....
غير أنّ العقبة الكبرى تكمن في أنه لا يعلم بوجودها أصلًا، ولا تدري إن كان سيصدّقها و يتقبّلها أم لا، أما إخوتها الخمسة، فكانوا وحدهم معضلة أخرى لا تقل صعوبة....
تدفّقت الأسئلة والشكوك في قلبها الصغير وهي تواجه المجهول، لكن... كما يُقال، كل شيء يجري وفق ما أراد القدر...
والسؤال الآن....
كيف سيكون قدر بيلار؟...