لم يكن "هو" شيطانًا كاملًا، ولم تكن "هي" مجرد إنسانة. جمعهما الفضول أولاً، ثم الصمت، ثم شيء أعمق لا اسم له.
أصبح حبهما إجبارا و اختبارًا للثقة، والقبول، وحدود الروح. فهل يمكن لقلبين من عالمين مختلفين أن ينبضا معًا؟
هو يعيش على حافة النور، لا ينتمي إلى عالم البشر ولا إلى عالم الظلال بالكامل. يَهرب من ماضيه، من جزءٍ منه يخشاه الجميع... حتى هو نفسه.
أما هي، فكانت مختلفة منذ البداية. ترى الجمال حيث يرى الآخرون الخطر، وتسمع ما لا يقال. لا تعرف إن كان ما تشعر به حبًا... أم لعنة.
فهل يُولد الحب ليمنحهما الخلاص؟ أم ليوقظ شيئًا لا يجب إيقاظه؟
بين نورٍ لا يغفر، وظلالٍ لا ترحم... تقف قلوبهما على الحافة.
في الحرب الثالثة، لم نرَ جيوشًا بزيّ موحد، بل رأينا بشراً ينهارون بصمت. السماء فقدت لونها، وكأنها قررت ألا تتدخل. حتى الشمس صارت تطلع متعبة، باهتة، كأنها تبكي على ما تراه .
أتذكر أنني كنت انسانا يضحك و يحلم بالمستقبل ثم لم أعد اقيس الوقت بالساعات بل بعدد الأنفجارات التى اسمعها كل يوم و بعدد الرسائل التى لم أعد أتلاقها من اشخاص فقدناهم .
لن يكون هناك أناشيد نصر و لا طريق سلام لأن كل طرق السلم أحترقت .
سيكون هناك أطفال ولدوا و لم يعرفوا طعم الضوء و لن يجدوا مدن كانت موجودة لأنها مسحت من الخرائط و من على وجه الأرض .
الحرب مرض و نحن سنبحث عن العلاج ، لن نتخلى عن أي ذرة أمل حتى لو كانت هذه هي بداية النهاية .
الحرب لا تنتهي حين يسقط أخر جندي .. بل حين يرفض أول أنسان أن يكون واحدا منهم .
كتبت هذه الكلمات حين قال لي أحدهم : ( شكرا لأنك أنقذت شجرة أول لقاء لي معها )
نحن هنا لنرسم طريق العودة لا طريق للغزو ، نحن لسنا ننتقم بل لنقوم من تحت التراب .
هل سيبقى أحد هنا ليحكي عما حدث ؟
أننا نقاتل لنبقى بشرا .. لا نحارب.