
لم يُولد شيطانًا... لكنه تعلّم من العالم كيف يكون واحدًا. منذ طفولته وهو يسمع أن "الطيبة تقتل"، وأن "الرحمة ضعف"، فاختار أن يُغلّف قلبه بالجليد، ويخفي إنسانيته خلف أقنعة من الغموض والجنون. كان يؤمن أن البشر لا يستحقون الخلاص، وأن السيطرة عليهم هي العدالة الوحيدة المتبقية في هذا العالم المليء بالخداع. حتى ظهرت هي... فتاة لا تحمل سلاحًا ولا كرهًا، فقط عيونًا نقية تُشبه الفجر حين يقهر الليل. دخلت عالمه عن طريق الخطأ، أو ربما القدر جرّها نحوه ليعاقبه بطريقة لم يتوقّعها. حاول أن يدمّرها، أن يجعلها تخاف، تبكي، وتستسلم لظلامه... لكنها في كل مرة كانت تبتسم له وكأنها ترى فيه شيئًا لا يراه أحد. كانت تصرّ أن خلف ذلك القلب القاسي، يوجد طفل ضائع ما زال يبحث عن حضنٍ يُعيده للحياة. وكانت مخطئة... أو ربما كانت على حقٍّ أكثر مما يجب. فبينهما لم يكن الحبّ خلاصًا... بل لعنة. لعنة جعلت النور يعشق الظلام، وجعلت الشيطان يسجد أمام ملاكه. وهكذا بدأت الحكاية التي لم تُكتَب لتُروى، بل لتُحسّ، لتكسر القلوب وتُشعل النار في الأرواح... هذه ليست قصة حبّ، بل اعترافات شيطانٍ حينَ عشقَ ملاكًا.All Rights Reserved