
> "في الليالي التي يسكنها الصمت... هناك من يراكِ حتى وأنتِ وحدك، هناك من يهمس باسمك دون أن تسمعي صوته، هناك من يحبكِ لكنه ليس من البشر... كانت سلمى فتاة عادية، تحب الرسم وتجلس لساعات طويلة في غرفتها ترسم وجوهاً لا تعرفها. لكن الغريب أن كل لوحة كانت تكتمل بملامح شخص واحد: عيون سوداء واسعة، ابتسامة غامضة، وهي لم ترَ ذلك الوجه في حياتها. ذات ليلة، حين وضعت القلم جانباً، سمعت صوتاً عميقاً لكنه رقيق: "جميل ما ترسمينه... لكنه أجمل في الحقيقة." ارتجفت وهي تلتفت حولها. لا أحد. ظنت أن عقلها يخدعها. لكن في الليالي التالية، عاد الصوت... يصف لوحاتها، يمدح جمالها، يهمس باسمها بحنان لم تعرفه من قبل. أصبحت سلمى لا تفكر إلا في ذلك الصوت. كانت تجلس في الظلام لتسمعه، تكتب له رسائل في دفاترها، وتبكي حين يغيب عنها. لم تعد ترى في البشر أحداً يستحق قربها. ذات مرة، حين نامت متعبة، حلمت به. رأت ذلك الوجه الذي ترسمه منذ صغرها. تقدم نحوها، مد يده وقال: "أنا أحبك... منذ كنتِ طفلة وأنا أحرسك." استيقظت سلمى والدموع تغمر وسادتها. منذ تلك الليلة، لم تعد حياتها كما كانت. بدأ جسدها يضعف، روحها تذبل، وكلما حاولت الابتعاد عنه، كان يعود أقوى، يطاردها في أحلامها، في ظلال غرفتها، حتى في مرايا بيتها. في ليلة ماطرة، جلست سلمى أمام نافذتها، شاВсе права сохранены