
المرآة الأولى لم يكن آدم يبحث عن شيء جديد في ذلك اليوم. كان يجلس وحده، كعادته، في آخر القاعة، يكتب في دفتر صغير بخط مرتب، كأن كل كلمة يضعها كانت محاولة لتثبيت عقله في مكانه. لكنها ظهرت. "ليان." اسمها وحده كفيل بفتح باب لم يكن يعرف حتى أنه مغلق. ليست الأجمل بين صديقاتها، لكنها الأثقل حضورًا. نظرتها تحمل ذكاءً جارحًا، وصمتها أخطر من أي كلام. دخلت ومعها ثلاث ظلال تمشي بجانبها: سارة: طويلة، بيضاء البشرة، خطواتها موزونة، عقلها دائم التحليل، لكن عينيها تكشفان قلقًا وتعلقًا مرضيًا بليان كأنها تتنفس من أجلها فقط. مريم: ذات البشرة السمراء، كانت تُضحك الجميع باندفاعها، تخفي جراح التنمر القديم خلف ضحكات سريعة وقرارات متهورة. العلاقات بالنسبة لها مجرد مسرحية تتكرر بلا نهاية. دانية: هادئة، شعرها بني غامق طويل، عيونها خضراء، تميل للعزلة، تدخل الحوارات ببطء شديد وكأنها تخشى العالم. وجودها كان أشبه بظل يسير خلفهن أكثر مما هو صديقة حقيقية. الأربع فتيات جلسن معًا، لكن ليان كانت المركز. دائمًا المركز. هي التي تقود، هي التي توزع الأدوار، هي التي تُقرر متى يتكلم الجميع ومتى يصمتون. آدم لم يهتم في البداية. لكن عينيها وقعتا عليه فجأة. ابتسامة صغيرة... كأنها كانت تعرفه. كأنها قرأت شيئًا من داخله لم يAll Rights Reserved