
أيقظه رنين هاتفه النقال، وكان قد وقته على السادسة والنصف، من ذراعه بصعوبة بعد أن قاوم ذاك الشعور بأنه مشلول البدن ليوقف صوت الرنين المزعج. مسح جبينه الذي كانت تتلألأ عليه حبات العرف وجلس على طرف الفراش يلتقط أنفاسه نفس الكابوس الذي يتكرر نفس المخالب نفس الطائر الذي لا يدرك كنهه ونفس النهر ذي الماء الأخضر الزمردي، وذاك الرمز الغريب سار بخطوات بطيئة نحو المرأة وطالع وجهه وكأنه يطالع شخصا غريبا عنه، عينان بندقيتان وحاجبان كثيفان على وشك الالتحام وأنف ذو انحناءة لطيفة يتوسط وجها مستديرا ظللته لحية خفيفة، أحيانًا يشعر أنه غريب عن نفسه وخاصة في تلك الحظات التي تعقب استيقاظه من ذاك الكابوس المتكرر. غادر غرفته ومر برواق البيت فلمح والديه فحياهما سريعًا وأسرع يصب الماء البارد على رأسه لعل الأفكار التي تنهش عقله تهدأ. ثم لحق بهما في المطبخ الذي كان يعبق برائحة القهوة، جلس وقد بدت على وجهه علامات الإرهاق أزاح والده الجريدة التي كانت تحجب وجهه عنه وطالعه من فوق عويناته بتمعن وقال بنبرة هادئة هل رأيت نفس الكابوس؟ - نعم. هل سقطت في الماء؟ لا ... كالعادة استيقظت قبل أن يلمس جسدي الماء. هل رأيت رأس الطائر ؟ لا لا يا أبي. رفع الأب سبابته وحرك عويناته على أرتبة أنفه وعاد للقراءة، كانت تلك الأسئلة الثلاثAll Rights Reserved
1 part