نينوى 2013...
مدينة تتحول إلى مقبرة مفتوحة، والوجوه التي كانت مألوفة صارت أقنعة لا تُفهم.
فتاة في التاسعة عشر، تبحث عن نفسها بين صدى الصرخات وظلّ الأكفان الحيّة.
ليست مجرد قصة نجاة... بل رحلة داخل كابوس لا يعرف اليقظة.
في مدينة نينوى، حيث تختلط رائحة التراب برائحة الدم، وُلدت فتاة عام 1994، لم تكن تعلم أن أحلامها الصغيرة ستُدفن تحت ظلال كابوس أكبر منها. بعمر التاسعة عشر فقط، وجدت نفسها وجهاً لوجه مع أكثر الوجوه رعباً في تاريخ العراق... حين دخل "داعش" المدينة.
ليست هذه مجرد حكاية عن خطف وأسر، بل هي رحلة داخل أكفان حيّة، تتحرك بين الناس، تبتلع أرواحهم وتترك أجسادهم تمشي خاوية.
هي حكاية صراع بين الحياة والموت، بين الأمل واليأس، بين نور يرفض أن ينطفئ وظلام لا يشبع من الدم
في كلّ ظلمات العالم، يختبئ شيطان بعينين غامضتين...
وكنتُ أنا، تلك التي وقعت في ظله.
سقطتُ في جحيمٍ صُنِعَ لي خصيصًا،
بيديه هو... لأجل انهياري المنتظَر.
كنتُ أظنّ أن حياتي طبيعية أكثر مما يجب،
لكنني لم أحتضن سوى رمادٍ يتوهّج بالألم ويُطفئ النور في صدري.
لا تبحث هنا عن حبٍّ ناعمٍ، ولا فارسٍ أبيضٍ يأتي لينقذ.
فهنا، الكلماتُ تنزف، والأنفاسُ تختنق،
وهناك - في الزاوية الرمادية من روحي - يولد العناقُ من رحمِ الخنق.
لم أكن أبحث عن حبّ،
كنتُ أبحث عن نجاةٍ من جحيمٍ آخر،
لكن الذي وجدني... لم يكن رجلًا.
كان شيطانًا في هيئة ملاك،
يتلذّذ بانهياري، ويبتسم كلّما سالت كرامتي من بين يديّ.
قال لي ذات مرّة:
❝ أنا لا أؤذي لأنني موجوع... بل لأنني أستمتع ❞
ومع كل ليلةٍ كانت روحي تُسحق أكثر،
كنتُ أفقد شيئًا من إنسانيتي.
سُرِقَت كرامتي، ألمي، وحتى تلك البقايا الصغيرة منّي التي كانت تُسمّى "روحًا".
حاولت الهروب... فخسرت كل شيء.
كرهتُه، وكرهتُ نفسي أكثر لأنني سمحتُ له أن يُطفئ آخر ما تبقّى منّي.
هذه ليست رواية حبٍّ،
بل لعنةٌ أدبيّةٌ خُلِقت من العذاب،
ولا تُقرأ إلا بقلوبٍ اعتادت الاحتراق. ❞
حقوق الرواية محفوظة لي ولا أسمح بالإقتباس