
بين جدران بيتٍ قديم، تتسلل الحكايات مثل همسٍ في العتمة... طفلة صغيرة لا تتجاوز بضع سنوات، عيناها تلتقطان كل شيء، تحفظ الأصوات والملامح والخيبات من غير أن تفهمها. صوت ماكينة الخياطة يملأ المكان، لكن خلف كل غرزة سرّ، وخلف كل ابتسامة ألمٌ مدفون لا يعرفه أحد. هناك أمٌ اختارت الصمت في زمنٍ لا يرحم، ورجلٌ جمع بين حبٍ ممنوع وسلطةٍ مرتبكة، عاش بين ولاءٍ لنظامٍ قاسٍ وليالٍ صاخبة على أنغام غجر ووجوهٍ تتلوّن بين ضحكة ودمعة. عند نقطة السقوط الكبرى... انكشفت الوجوه، انكسرت البيوت، وضاع الطريق بين امرأة صابرة، ورجلٍ اختار أن يفتح باباً آخر مع راقصة لا تعرف إلا الرقص على جراح الآخرين. لكن ما ضاع حقاً لم يكن بيتاً ولا رجلاً فقط... بل ضاع معنى الأمان، وضاعت الإجابات في عقل طفلة كبرت وهي تحمل في قلبها أسئلة معلّقة: من أين تبدأ الحقيقة؟ أين تنتهي الخيانة؟ وهل يمكن للذاكرة أن تبقى صامتة وهي مليئة بكل هذا الضجيج؟ هذه ليست مجرد قصة عن حبٍ وخيانة... إنها رحلة بين الماضي والحاضر، بين الصمت والصراخ، بين امرأة أُجبرت أن تكون قوية، ورجل تاه خلف رغباته، وطفلة صارت شاهدة على حكاية أكبر من عمرها. كل شخصية وجهها مموّه، كل حدث يحمل بين طيّاته ما هو أعمق، وما تراه في البداية ليس سوى ستار يخفي وراءه أسراراً أشد قسوة.All Rights Reserved
1 part