كانت ليليان تعيش في بلدة صغيرة، لا تحمل الكثير من الهموم على عاتقها. كانت محبوبة من معظم أطفال القرية، ومُعجَب بها من قِبل أغلب البالغين فيها. في عمر الثامنة عشرة، كانت في أوج شبابها، وأصبحت بالفعل خبّازة البلدة الرسمية.
لم يكن أحد في هذه البلدة الصغيرة يعلم بوجود قطيع من المستذئبين المتوحشين الذين يجوبون الغابات المحيطة، إذ كان الجميع قد أُخبِروا بعدم دخول تلك الغابات إطلاقًا.
لكن ليليان، بدافع المغامرة، قررت الدخول بحثًا عن فواكه طازجة لتستخدمها في حلوى كانت تعمل عليها.
دون أن تدري أن مصيرها كان يترصّدها من بعيد... دون أن تعلم أن حياتها الهادئة الخالية من التوتر ستتلاشى في لحظة، لتبدأ حياة جديدة تمامًا - حياة لم تكن لطيفة أبدًا.
أما هو، فكان العثور على رفيقته القدرية هو كل ما تمناه. في عمر الخامسة والعشرين، كان قد انتظر طويلًا، طويلًا جدًا.
ولذلك، حين رأى رفيقته - رفيقته البشرية - يمكنك أن تراهن أن ذئبه وهو أصبحا مهووسين بها تمامًا.
ذلك الهوس قاده في النهاية إلى القتل، وتعذيب الآخرين، والقيام بأفعال بشعة لم تكن ليليان الطاهرة لتتخيلها.
ومع ذلك... من الغريب أن أكثر مكان آمن يمكن أن تكون فيه، كان بين ذراعي الوحش ذاته الذي ارتكب كل تلك الأفعال المروّعة.