في زاوية مظلمة من المدينة، وقف البيت القديم كما لو أنه يحتفظ بأسراره منذ قرون. النوافذ المغلقة والدهان المتقشر لم يكن سوى غلاف لما يكمن بداخله من همسات وصراخات لا يسمعها إلا من يجرؤ على الاقتراب. ليلى، فتاة صغيرة بعمر العشر سنوات، لم تعرف سوى الظل الذي يرافقها منذ دخولها هذا البيت لأول مرة. صوت خطواتٍ تأتي من الطابق العلوي، حتى حين تكون وحدها، وأنفاس باردة تلامس رقبتها دون سبب، جعلتها تتساءل إن كانت تتخيل أم أن البيت نفسه يراقبها. في البداية، كانت الأمور مجرد أشياء تتحرك، أصوات تخيف، ولكن مع مرور الأيام بدأت ليلى تشعر بوجود شيء أعمق... كيانٌ يختبئ بين الجدران، يراقب كل حركة، يختبر صبرها، ويتلاعب بخوفها حتى يصبح جزءًا من عالمها اليومي. وما لم تكن تعرفه ليلى، أن البيت لا يحتفظ فقط بأسراره، بل يحتفظ بـ... أرواحٍ لا تعرف الرحمة.All Rights Reserved