"توأمان، فرّقت بينهما الأقدار بعد موت والديهما
وقرر الجد من يظل حياً ومن يُلقى في العتمة.
سنوات من الفقد والقسوة، سرقات الزمن، ونهاية لم يكتب لها إلا أن تتقاطع طرقهما... وحياة كل منهما لن تعود كما كانت."
في عمق الريف العراقي، وتحت خيمة كبيرة تتوسط الديوان، يعيش الشيخ غانم السعدي، رجل سبعيني ثري، شيخ إحدى أكبر العشائر في جنوب العراق.
حكيم، صارم، يُهاب اسمه وتُحسب له ألف حساب. لم يتزوج يومًا، ربما عنادًا، أو ربما لأن قلبه ظل معلقًا بحب قديم لم يكتمل.
قصره فخم، أرضه شاسعة، لكنه يعيش وحيدًا... لا وريث، لا ابن، لا أحد يحمل اسمه من بعده.
ذات يوم، وبينما كان الشيخ في السوق الشعبي في المدينة المجاورة، يتعرض للإهانة من شاب مراهقٍ جريء، يُدعى كرار، في السادسة عشرة من عمره، لسانه حاد، ينطق بالكلمات كأنها طعنات، لا يعرف حدودًا للوقاحة.
الناس شهِدت المشهد، توقعت ردًا قاسيًا من الشيخ، لكن غانم اكتفى بنظرة طويلة، مزيج من غضب ودهشة... كأن شيئًا ما في هذا الفتى حرّك فيه وجعًا قديمًا.
لاحقًا، يكتشف أن كرار يتيم، منسي في أحد الأزقة الخلفية، أمه ماتت في طفولته، وأبوه قُتل في نزاع قديم لا يذكره أحد... ربما كان من ضحايا عشيرة الشيخ نفسه.
الشيخ، رغم سطوته، يُؤخذ بشيء غامض يشده لهذا الولد. يبدأ الأمر بدعوة إلى "الديوان"، ثم وظيفة بسيطة في الخان، ثم غرفة في القصر.
يبدأ الصراع الحقيقي:
كرار لا يطيق الأوامر، يتصرف بعناد، يهاجم، يتهكم على كل شيء.
غانم لا يسمح بقلة الأدب، لكن كل مرة يقرر طرده، يعود ويجد نفسه عاجزًا عن ذلك.