لُـؤلُـؤة الغـُرَاب

كانَ ابنُ عَمِّها... فكيفَ أصبحَ والدَها؟

تحوَّلَت حياتُها بينَ براءةٍ نقيةٍ، وكلماتٍ تتقافزُ من أفواهِ العائلة عن رجلٍ لا يعرفُ سوى السطوةِ والهيبةِ، ينسُجُ أحكامَه بينَ خيوطِ العدلِ والفسادِ، ويبتلِعُ كلَّ نورٍ يقتربُ منه، ليحوِّلَه إلى ليلٍ لا ينتهي.

غريبُ الملامحِ على قلبِها، بعيدٌ كأنَّه أسطورةٌ وُلدت في الظلِّ.
لم تَره، لم تعرفه، حتى جاءَ القدرُ بحادثٍ غيرِ متوقَّعٍ قلبَ حياتَها رأسًا على عقبٍ، وألقاها كلُّؤلُؤةٍ تائهةٍ في محيطٍ مظلمٍ.

أصبَحَت ابنته... ضائعةً في عتمتِه، محاولةً أن تُنيرَ ما حولَها بضوءٍ خافتٍ.

هو سِلّڤَارَو آرْسِيَانُو؛ قاضي العدلِ والفسادِ، بميزانٍ غيرِ عادلٍ، صمته أرعبُ من كلِّ الكلماتِ، وعيناه ليلٌ بلا نجومٍ.

وهي ڤِينِيسِيا آرْسِيَانُو، زهرةٌ ربَّتها الفراشاتُ، عاشت ربيعَ عمرِها بينَ الدلالِ والهدوءِ والنقاءِ. وفي لحظةٍ عجيبةٍ، اقتُلِعت من جذورها لتصبحَ كلُّؤلُؤةٍ في عرينِ الغرابِ.

كيفَ يجتمعُ النورُ بالظلامِ؟ وكيفَ يذوبُ قلبٌ صغيرٌ في جليدٍ من جحيمٍ؟
هي لؤلُؤةٌ تُحاوِل أن تُضيءَ بضوئِها، وهو غرابٌ مظلمٌ يَسودُ ليلًا.

فهل ستنجحُ في أن تُضيءَ عتمتَه؟ أم يبتلِعُها حتى آخرَ ما بقيَ من نورٍ؟

✒️الكَاتِبَة: زَهُـــر .