
الليل لم يكن ظلاماً، بل جرحاً مفتوحاً يبتلع المدينة. أنهار بغداد أثقلتها الجثث، كأن الماء صار شاهداً لا يملك سوى البك اء. كل جسدٍ غارق، قصيدة ناقصة... وكل عينٍ مطفأة، سؤال بلا جواب. ومن بين الركام، يطلّ شاب بعينين خضراوين أوسع من الكون، عيون ليست عيوناً... بل مجرّة تتوه فيها الأرواح، مَن يراها يضيع، ومَن يهرب منها يبقى أسيراً لها في الغياب. وفي الجهة الأخرى، تقدّم صخر، بخطوات كأنها أوامر حرب، وبوجه منحوت من الصلابة ذاتها التي تحملها الجبال. لم يرجع من الجبهة ليقاتل عدواً... بل ليواجه سرّاً أقدم من الرصاص. وحين التقت نظراته بالمجرّة الخضراء، اهتزّت الأرض بصمتها، كأن القدر تذكّر فجأة أن له قلباً. ملاحظه/ *الروايه خياليه لا تمد للواقع بأي صلة*All Rights Reserved
1 part