
مطر خفيف كالبكاء يرشق الرمال الناعمة بعذوبة، من بعيد ثمة نهر ريان يتدفق ماؤه العذب بهدوء ضوء الشمس الذهبي يميل بدلال فيداعب تلك الغدران الصغيرة التي تكونت هنا وهناك لتنعكس ألوان الطيف وتتعانق في الهواء سعف النخيل يظلل الأفق من بعيد وكأنّه سحاب أخضر صيحة غريبة صمت أذنيه ثُمَّ شعر فجأة بمخالب تقبض على كتفيه، فرفع بصره ورأى طائرا عملاقا يبسط جناحيه مظللا فوق رأسه تسارعت أنفاسه وهو يطير على ارتفاع شاهق فوق واد عميق يقطعه نهر ماؤه رقراق زمردي اللون لاحت من بعيد أكواخ صغيرة لكنها متقاربة مصفوفة بانتظام في مجاميع يفصل بينها ممرات أرضها مغطاة بزهور صغيرة صفراء تناهى إلى سمعه صوت أنثوي ناعم، كان يناديه ويكرر كلمة غريبة لم يدرك كنهها! استعذب الصوت للحظات لكن خفقات قلبه التي بدأت تؤلمه في صدره أنسته حلاوة الصوت، وفجأة انفلت من بين مخالب الطائر ليهوي تجاه مصب ذاك النهر الفياض بسرعة شديدة، كان لون الماء يزداد قتامة كلما اقترب منه أراد أن يرفع عينيه ليرى هيئة الطائر الذي كان يحمله، لكن ظل جناحيه الكبيرين المهيبين كان قد حجب عن عينيه كل شيء، فتح ذراعيه وباعد بين ساقيه فحلق لفترة وجيزة، للحظات شعر أنه أخف من الريشة، وكأنه يحلق بروحه لا بجسده على صفحة الماء لاح له رمز غريب الشكل حدق فيه وهو يقترب ويقتAll Rights Reserved
1 part