
...... في قلب المدينة الممطرة، يجتمع الحنين بالذكريات، ............. قامتهُ كالسَّيفِ، لا يَثنيهِ مُعتَصِرُ، يمشي فيَرتجفُ الميدانُ والحَجَرُ. عيناهُ بحرٌ إذا ما الغَضبُ اندلعا، وفي حنانِهما، ليلٌ بهِ قَمَرُ. جبينُهُ الشمسُ، إن أطلَتْ على فَلَكٍ، يغدو النهارُ بها إشراقُهُ ظَفَرُ. صوتُهُ جَهْرٌ، إذا نادى تزلزلَتْ، أوتارُ قلبٍ، وما في السمعِ مُستَتِرُ. وكفُّهُ الدهرُ، إن صافحتَ قبضتَهُ، تركتَ في راحَتَيهِ العزمَ يُنفَجِرُ. خطاهُ وَقعُ الملوكِ في جلالتِها، كأنّها السّحرُ، لا يُدرى لها أثَرُ. يغدو لهُ نَظَرُ. """"""" قامتْ كغُصنٍ رشيقٍ، لا انحناءَ بهِ، يمشي الهوى في خطاها حينَ تنحدِرُ. والوجهُ بدرٌ تجلّى في ملاحمِهِ، يزهو فتغدو لهُ الألبابُ تنصَهِرُ. والعينُ بحرٌ عميقٌ في سوادِهِما، يسبي الفؤادَ، وما في السحرِ يُعتَذَرُ. والخدُّ وردٌ إذا ما ضحكةٌ نزلتْ، يغدو ربيعًا، وفيه الزهرُ مُنتَشِرُ. والشَّعرُ ليلٌ تدلّى فوقَ منكِبِها، كالسيلِ يجري، وفي أطرافِهِ قَمَرُ. والجيدُ سيفٌ من البلّورِ يَحسَبُهُ، مَن أبصرَ الحُسنَ في أعماقِهِ وَتَرُ. أما الشفاهُ، فحُمرٌ قد تسافِرُ بي، إلى خيالٍ بهِ الأشواقُ تنفَطِرُ. والصوتُ عودٌ إذا غنّتْ حناجرُهُ، ذابَ السكونُ، وصارَ الكونُ يَعتَذِرُ. . "لحظة واحدAll Rights Reserved
1 part