في قلب الليل، وبين خيوط الظلام، ظهر هو... وجهه شاحب، عيناه تحكيان بؤسًا دفينًا.
تابوت الشغف مفتوح أمامي، وعناكب الحزن تتربص بصمت.
كل خطوة، كل نفس، كل خفقة قلب، تقربني من السقوط في هاوية لا عودة منها.
هل ستنجو روحي، أم سأصبح فريسة لشغفٍ ضائع... إلى الأبد؟
"تابوت الشغف"
أقبل وهو يحمل على عاتقيه لوحًا خشبيًا، وقد أسدل الليلُ ستاره الأسود على كل شيء. كان يقترب رويدًا رويدًا، لم أتبين ملامحه؛ وجهٌ شاحبٌ، وهالات اليأس تنطق بؤسًا من عينيه، وظهره المنحني كأنما يهمّ بعناق الأرض. شعور غريب اجتاح جسدي، برودة تأصّلت في نخاع عظمي، وكدتُ أسقط أرضًا.
لم أقوَ على الوقوف؛ وجدتني عالقًا في المنتصف، على قارعة طريقٍ مهجور. كل شيء حولي يغرقني في تفكير عميق يقترب بي من حافة الهلاك. تصاعدت آهات من صدري، لا أعلم كيف خرجت بكل هذا الوجع. خوفي كاد أن ينطق قائلًا: "من يجيرني مني؟"
اقترب أكثر، يرمقني بعين المتمرد. نظراته هزّت كياني واستوطنت أعماقي. أسئلة تقرع رأسي:
ما الذي يحدث؟! ماذا فعلتُ به؟!
تجمّدت أحرفي، وانقطع صوتي. لساني أصيب بشلل لم يعرف الحراك. ازداد البرد، وتصبب العرق من جبيني. قال بصوت مبحوحٍ كئيب:
"لقد جئتُ."
حينها انهمرت دموعي كجمرٍ أحرق وجنتيّ. تبادلنا نظرات طويلة. أردت أن أسأله، أن أنطق بحرفٍ واحد، ولكن عجزت. ص
حين يصبح المال الغاية الأولى، تعمى الأعين عن إدراك الهلاك، وتصمت القلوب عن نداء الضمير. يجد شاب نشأ في عالم الشعوذة نفسه أسيرًا لسطوة والده الساحر الجبار، مجبرًا على تقديم فتاة كقربان. ظن أن قلبه حصن لا يُخترق، لكنه ارتجف أمام وهج الحب وسقط أسيرًا له.