عهد العتمة

---

في قلب نيويورك، المدينة التي لا تعرف النوم، يتعايش عالمان متوازيان.
العالم الأول... مشرق، مليء بالأبراج الزجاجية والشوارع الصاخبة.
أما الثاني... مظلم، يُدار من خلف الأبواب المغلقة، حيث تُعقد الصفقات بالدم لا بالحبر.

هناك، يبرز اسم لا يُذكر إلا همسًا: ألفريدو موريتي.
زعيم مافيا لا يبتسم، لا يرحم، ولا يُمس.
رجُل صنع لنفسه عرشًا من الخوف، يسيطر على الموانئ والشركات بقبضة حديدية. حوله شبكة من الرجال الذين يطيعونه دون نقاش، وقصور محصنة تحيط بها السيارات السوداء ذات الزجاج الداكن.
يُقال إن عيونه الرمادية تستطيع أن تُحطم أكثر من الرصاص نفسه، وإن صمته يُرعب أكثر من تهديد صريح. بالنسبة للعالم الخارجي، هو رجل أعمال ناجح... لكن في الظلال، هو قانون لا يُكسر.

وعلى الطرف الآخر من المدينة، كانت هناك إيزابيلا روسي.
صحفية شابة، جريئة، لا تعرف الخوف.
بين دفاترها المليئة بالملاحظات وأجهزة التسجيل القديمة، كانت تبحث دائمًا عمّا يختبئ وراء الواجهة البراقة للعالم.
لم تكن تكتفي بالسطح، بل تحب استكشاف ما وراء الحقيقة... حتى لو كان ذلك يعني السير في طرق خطرة.
روحها المتمردة وفضولها الدائم قاداها إلى أماكن لم يكن ينبغي لها أن تدخلها، لتجد نفسها دون قصدٍ تنخرط في عالم المافيا، حيث لا خط فاصل بين الحقيقة والخطر...