شقرائي

لم يكن الموت عدوا للحياة كما زعموا، بل كان ظلها الخفي، يسير بجوارها في الخفاء، كقرين لا يرى

الموث... ذلك الصمت السرمدي الذي يخيم بعد أن تسدل الأغنية آخر نغمة لها، يختطف الأنفاس لا بضجيج، بل بهدوء مريب، كمن يغلق بابا خلفه ويتركك في عتمة لا عودة منها

أما الحياة... فهي ذاك النور الذي يأبى الانطفاء، يلمع في عيون وليد يصرح لأول مرة، وفي ابتسامة شاحبة بعد دموع مرهقة. الحياة على قسوتها، تمنحك دوما سببًا ضئيلاً لتتشبث بها، ولو كان مجرد خيط رفيع من الأمل

وفي اللحظة التي يتقاطع فيها الموت والحياة، يقف المرء على أعتاب عالم غريب، نصفه يريد التمسك بالنور، ونصفه الآخر يستسلم للظلام. هناك، فقط هناك تتجلى الحقيقة: لا حياة تكتمل دون ظل الموت، ولا موت يصبحذا قيمة إن لم يسبقه وهج حياة

تلك كانت المفارقة التي ستلازم روڤان منذ ولادتها ... أن تولد بين حدين لا يفترقان بين حياة تتشبث بها أمها بكل قوة، وموت يتربص بها في صمت، ينتظر . لحظة غفلة ليمد يده