_هل هي فقط مغارة؟
_لا، بل هي الجحيم.
_الجحيم؟ وماذا عساها أن تكون المغارة حتى تُقارَن بالجحيم؟
_هي ليست حجارةً وسكونًا فحسب، بل هي قبرٌ للأحلام، ومقبرةٌ للصوت، وسجنٌ للنور.
_وكيف دخلتَها؟
_بقدميّ، نعم، لكن بجهلي قبل كلّ شيء. ظننتها ملاذًا، فإذا بها فخٌ يُصفِّق للغافلين.
_ألم تستطع الفرار؟
_بل استطعت، ولكنّي خرجتُ إنسانًا آخر... لا أنسى الصدى الذي ردّده الظلام حين نا ديت: "هل من أحد؟"
فلم يجبني سوى صدى خيبتي.
_وما العبرة من كل هذا؟
_أن لا تغترّ بهدوء الأماكن، فبعض السكون صوتُ الخطر متنكرًا،
وأن لا تدخل مغارةً دون نورٍ في قلبك،
فالذي لا يحمل ضوءه، يصير وقودًا لعتمةٍ لا ترحم.