
وفي صمت الأراضي التي ارتوت بالدماء والدموع، حيث ترقد نور الآن تحت شجرة الزيتون الشاهدة، لم تكن نهايتها نهاية لقصة، بل بداية لآلاف القصص التي ستبقى تُروى. لقد رحلت الشاهدة الصامتة، التي حملت في قلبها وجع أمة، ونسجت بأصابعها خيوط ذاكرة لا تموت. رحلت نور، لكن نورها لم ينطفئ. لقد تحولت إلى جزء من تراب غزة، ومن سمائها، ومن كل نفس يتنفس الصمود في وجه الظلم. مفتاحها المفقود، و"مصحف الذاكرة" الممزق، لم يكونا سوى رموزٍ مادية. فالإرث الحقيقي الذي تركته، هو الروح التي زرعتها في قلوب الناجين، الروح التي ترفض أن تستسلم، وتُصر على أن الحياة، حتى في أحلك ليالي الموت، ستجد دائماً طريقاً لتستمر، ولتروي قصة صمود لا تنتهي.All Rights Reserved