
سنوات طويلة كانت تراه كالأب الذي لم تعرفه، كالحامي الذي يمدّ لها يده كلما سقطت تحت وطأة القسوة. كان حضوره وحده كف يلاً بأن يهدّئ خوفها، وأن يعيد لها شيئاً من الطمأنينة التي افتقدتها بين جدران بيتها. لكن حين كبرت، تغيّر كل شيء... صارت نظراتها إليه تختلف، لم تعد نظرة طفلة لملجأها، بل نظرة قلبٍ يخفق كلما اقترب، يضطرب كلما ابتسم. كانت تخاف من مشاعرها بقدر ما تتوق إليها؛ تخشى أن تظلم قدسيّة الأمان الذي منحها إياه، لكنها لم تستطع أن تمنع قلبها من السقوط في حبه. كان التناقض ينهشها: بين أن تظل الطفلة التي يحميها، أو أن تعترف بأنها صارت امرأة ترى فيه كل ما حلمت به من حب واحتواء .All Rights Reserved
1 part