فِي لَيلٍ عَاصِفٍ مِن لَيَالِي دِيسِمْبَر، تَشَقَّ صَرْخَةُ مَولُودٍ جَدِيدٍ صَمتَ الجِبَالِ، وَمَعَ كُلِّ ضَربَةِ بَرقٍ يَتَرَدَّدُ صَوتُهَا كَأَنَّهُ نَذِيرُ شُؤمٍ. وُلِدَتْ "إيزُولْدَا"، الفَتَاةُ الوَحِيدَةُ بَينَ خَمسَةَ عَشَرَ وَلَدًا، فِي عَائِلَةٍ عُرِفَتْ فِي التَّارِيخِ بِاسْمِ عَائِلَة مُورَڤَِان؛ السُّلالَةِ الَّتِي يَخشَاهَا الجَمِيعُ وَيُهمَسُ عَن أَسَاطِيرِهَا فِي الظِّلَالِ. عَينَاهَا الحَمرَاءُ وَشَعرُهَا الفَحمِيُّ كَانَا دَلِيلًا عَلَى أَنَّهَا لَيسَت مِثلَ غَيرِهَا؛ البَعضُ رآهَا "الخَطِيئَة" الَّتِي جَاءَتْ لِتُهْلِكَ العَائِلَةَ، وَالبَعضُ الآخَرُ اعتَبَرَهَا سِلاحًا خَفِيًّا سَيُرْهِبُ العَالَمَ. بَينَ أَركَانِ القَصرِ المَهجُورِ، حَيثُ تَسكُنُ الظِّلَالُ وَتَتعَانَقُ الهَمسَاتُ، سَيُرَبَّى الطِّفْلُ المَلعُونُ لِيُصبِحَ آلِهَ قِتَالٍ تَحْمِلُ لَقبَ سُلالَتِهَا. سَتَكُونُ حَكَايَةُ إيزُولْدَا لَيسَت مُجرَّدَ قِصَّةِ مَولُودٍ، بَل مَلْحَمَةُ خَطِيئَةٍ وَدَمٍ وَقَدَرٍ لا مَفرَّ مِنه.All Rights Reserved
1 part