الافتتاحية
في طرف المدينة، عند شارعٍ ضيق تحيطه أشجارٍ عتيقة، يقوم بيت آل فالح.
ليس قصراً فخماً ولا فيلاً حديثة، لكنه منزل واسع بُني قبل عقود، يحمل في جدرانه صدى زمنٍ قديم.
واجهته الباهتة تفضح عمره، وساحته الكبيرة تزدحم بأصوات الصغار وضحكاتٍ تُخفي ما خلفها.
من بعيد، يراه الناس بيتاً مهيباً...
ومن داخله، ما هو إلا مسرح لحكاياتٍ لا تهدأ، وصراعاتٍ تتجدد كل يوم.
التمهيد
آل فالح... عائلة تعيش على "حالٍ متوسط" يكفي لتسيير الأيام دون بطر ولا حرمان.
لكن المال لم يكن يوماً مقياساً لطمأنينة البيوت.
ففي هذا البيت الكبير، تتشابك العلاقات مثل خيوطٍ معقدة:
حبٌّ يتخفى خلف قسوة،
وغيرة تنمو تحت ستار الاهتمام،
وطموحاتٌ تصطدم بجدرانٍ عالية من السلطة والتقاليد.
في العلن، يظهرون متماسكين، يجتمعون حول مائدةٍ واحدة، ويقفون كجسدٍ واحد أمام الناس.
أما في الخفاء... فكل واحدٍ منهم يملك حكايته الخاصة، صوته الذي لا يُسمع، وأسراره التي يخشى انكشافها.
وما لم يعرفه أحد، أن هذا البيت سيشهد قريبًا أحداثًا تُغيّر مصير كل من فيه.