
في ديارٍ لا تُرفع فيها الأصوات على الآباء، ولا يُقال للحب إلا "حرام"، كانت سارة تسير بخطى ناعمة فوق رخام القصر، كأنها لا تنتمي له، وكأن قلبها في مكان آخر... في المقعد الأمامي، خلف المقود، حيث يجلس جميل. لم يكن جميل أكثر من سائق في نظر الجميع. لكن في عيون سارة، كان رجلًا يفهم صمتها أكثر من عماتها، ويحفظ نوبات بكائها كما يحفظ مفاتيح سيارات العائلة. في قبيلتهم، كانت البنت إن رفعت نظرها على من هو دونها، نزلت منزل الذلّ، لا فرق بين من أحبّت خادمًا أو خانت ربّها - كلها "فضيحة"، و"سقطة"، و"عار". سارة كانت تعرف. وتخاف. لكنها لا تقوى على الفرار من عيني جميل حين يرفع مرآة السيارة، ويعيدها عمداً لتلتقي نظراتها.All Rights Reserved