
"متاهة" وقفت أمام المرآة، والدموع تغسل بقايا الكحل من عينيها. شهقت بأنفاس متقطّعة، مدت يدها إلى المقص الحاد، وقصّت شعرها الأحمر الذي طالما تغزّل به، حتى تساقطت خصلاته على الأرض كما تتساقط دموعها، تاركة خلفها أثرًا من السواد والانكسار. التفتت إلى الفستان الأبيض المعلّق أمامها، الفستان الذي حلمت أن يكون بوابة سعادتها، فمزقته بلا رحمة، كأنها تنتقم من قلبها المعلّق بخيوطه. ومضت في رأسها صور متلاحقة: أول لقاء في حديقة الغاردينيا، أول لمسة يد، أول وردة حمراء قُدمت لها مع غزلٍ بلون شعرها الناري... أول رقصة وسط قاعة المبارزة، أول مرة يحملها بين ذراعيه رجل، وأول قبلة اعتقدت أنها بداية الأبد. لكن كل ذلك كان وهمًا... وعودًا كاذبة، وخيانة جارحة، ودمارًا ليومٍ حلمت أن يكون الأسعد في حياتها. كل ذلك لم يكن حبًا، بل انتقامًا من والدها. فأي ذنب اقترفته هي؟All Rights Reserved