
بين بياضٍ يزهو بوهج العدالة وسوادٍ يثقل بروائح الخطيئة، يتكسّر صدى المطرقة في أروقة المحكمة كالرعد، وتذوب الكلمات في هواءٍ محمّل بالترقّب والخوف. هي محامية تخفي ضعفها خلف كعبٍ عالٍ يقرع الأرض كإيقاع متحدٍّ، وشفاهٍ داكنة اللون تخفي ارتجاف الروح. تراوغ القانون كما تراوغ العاصفة، وتتعلّم النجاة من بين أنياب الذئاب. أما هو... فوسامته ليست ملامح وجه فحسب، بل وقار ينساب مع بذلته الأنيقة، وعيون نافذة كأنها تبحث في عمقها عن ذنبٍ لم يُعترف به بعد. صوته حين ينطق الحكم يشبه جرسًا لا يرحم، وساعته تضبط الزمن كما يضبط سيف العدالة ميزانه. كل مواجهة بينهما تتحوّل إلى مجادلة باردة وحربٍ صامتة، يتكسّر فيها المنطق على صخور الإغراء، ويتعانق فيها الخداع مع الحقيقة في رقصة لا فكاك منها. لكن السؤال يظل معلّقًا: هل سيكشف هو الظلام الذي تهرب منه؟ أم ستجرّه هي إلى لعبتها الرمادية، حيث يتحوّل النصر إلى لعنة، والهزيمة إلى بداية انجذابٍ أخطر من الذنب نفسه؟All Rights Reserved