
كان الليل في تلك المدينة هادئًا أكثر مما يجب. ضوء القمر ينساب فوق الأسطح كأنّه يبحث عن شيء ضائع، والرياح تمرّ على الزوايا كهمسات من الماضي. في مكانٍ ما، خلف أسوار عالية تحرسها الكاميرات، كانت فتاة تجلس على سرير معدنيّ، شعرها الأبيض المتشابك يتدلّى على وجهها، وعيناها الخضراوان تحدّقان في العدم. قالت بصوتٍ بالكاد يُسمع: > "الحقيقة ليست دائمًا ما نراها... أحيانًا تُخفى تحت أسماءٍ مستعارة، وابتساماتٍ زائفة." صوت خطواتٍ يقترب في الممر الطويل، أحدهم يفتح الباب ببطء. الضوء الأبيض يفيض داخل الغرفة كطعنةٍ باردة. تبتسم هي ابتسامة صغيرة، كأنها تعرف القادم، كأنها تنتظره منذ زمن. > "أخبره... أنني ما زلت حيّة." ثم تُغلق عينيها، وكأن الليل نفسه يبتلع اسمها. في الخارج، في مكانٍ آخر من العالم، رجل يجلس في غرفة مظلمة، أمامه عشر شاشات، تظهر فيها وجوه، أماكن، وأرقام ملفات. تتوقف يدُه على ملفٍ واحد، مكتوب عليه بخطٍّ صغير: "OLIVIA - مصنّفة: سرّي للغاية" يرفع رأسه، يهمس لنفسه: > "إنها تتحرك مجددًا..." وتنطفئ الأنوار. ---All Rights Reserved