
> لم تكن النظرة الأولى عابرة... كانت بداية فوضى هادئة، لا يعرفها سوى من اصطدمت عيونه بنقيضه.. لم تكن سيرينا تظنّ أن مجرّد الانتقال إلى جامعة جديدة سيوقظ كل ما حاولت نسيانه. تركت خلفها مدينةً مكتظة بالذكريات، وجاءت إلى هنا فقط لتبدأ من جديد، لكن الماضي لا يُمحى بسهولة... إنه يتسلّل حتى عبر الممرات المزدحمة والابتسامات الزائفة. في ذلك المكان، حيث يبدو الجميع منشغلًا بالحياة، التقت بعينين عسليتين غريبتين - نظرة واحدة فقط، كانت كافية لتزرع شيئًا في صدرها لم تعرف له اسمًا.. هو لم يكن كالبقية... صمته أكثر قسوة من الكلام، وبروده يخفي وراءه قصصًا لم يُفصح عنها لأحد. وهي، رغم قوّتها الظاهرة، كانت تخشى أن تنكسر مرّة أخرى.. لكن عندما تتلاقى العيون، لا شيء يبقى كما كان - لا القلب، ولا الهدوء، ولا الطرق التي نظن أننا اخترناها بأنفسنا..All Rights Reserved