
فك حزام الأمان خاصته واقترب منها يهز كتفها بلطف: " هيا، ارجوكِ، أين منزلك؟" لكن بدل أن ترد عليه بكلمات واضحة، فتحت عينيها بصعوبة، نظراتها ضبابية ومليئة بشيء لم يفهمه. فجأة، مدت يدها وأمسكت بياقة قميصه، تسحب جسده نحوها ببطء. "آڤين؟" قالها ماثيو بصوت متوتر، قلبه بدأ يخفق بجنون. وضعت يديها بخفة على صدره، تتحسس طريقها وكأنها تبحث عن شيء مفقود. كان يشعر بكل لمسة كأنها تخترق جلده مباشرة. تلك البلوزة الرقيقة التي يرتديها لم تفصله عن ملمس أصابعها. ابتلعت أنفاسه، ورغم كل محاولاته ليتماسك، خانته عيناه حين نظرت إلى عينيها المرهقتين. تمركزت يدها أخيراً على قلبه، وابتسمت بخفة وهي تهمس بصوت مبحوح: "هُنا." شعر وكأنها أطلقت عليه سهماً أصاب كل دفاعاته. لم يستطع أن يرد، الكلمات علقت في حلقه، كل ما استطاع فعله هو النظر إليها بعينين امتلأتا بالصراع بين العقل والقلب. تراجع ببطء، يلتقط أنفاسه بصعوبة، يداه ترتجفان على عجلة القيادة. "آڤين... توقفي." لكنها لم تفعل. ظلت تحدق به بنظرة فارغة، وكأنها ليست مدركة لما يحدث. ثم أغلقت عينيها مجدداً، وكأنها تستسلم للنوم مرة أخرى. همس بصوت بالكاد يُسمع: "هل تعرفين كم دمرتني؟"All Rights Reserved
1 part