
السماء رمادية كثيفة، تملؤها غيوم متصلّبة تشبه رماد الآلهة بعد حرب طويلة. لا شمس تُرى، فقط ومضات زمردية تتسرّب من بين الغيوم كأنها أنفاس آخر كائن حيّ في السماء. في الأسفل، تمتد غابة أرْفال - غابة من لحمٍ ونورٍ وفطر. الأشجار ملتوية كأنها تلتهم جذورها، والفطر يتوهّج بلونٍ بنفسجيّ متصاعد، يضيء الضباب كأن الأرض نفسها تتنفس. في قلب المشهد، شجرة ضخمة تعلوها جذور متشابكة تشبه الشرايين، وفي داخلها فتاة نائمة - إيلا. جسدها نصف بشري، نصف نباتي، والضوء الأزرق يتدفق من عروقها كما يتدفق الماء من الينابيع القديمة. حولها، أربعة ظلال بشرية تقف في مواجهتها: كايل في الظل، سهمه مشتعِل بضوءٍ خافت. رين يقف في المنتصف، رمحه المزدوج مشدود كأنه جسر بين عالمين. راك خلفه، يصرخ وقد بدأت ملامحه تتحول إلى وحشٍ لا يُرى إلا في الحروب القديمة. أما لوتان، فيرفع يده الأخيرة، والطاقة البنفسجية تتجمّع في كفه مثل وعدٍ بالدمار. الهواء مشحون. لا زمن هنا، لا حياة ولا موت، فقط تحوّل. في الأفق، تتراقص الأطياف - أجساد الفطر الشفافة تزحف على الجدران الطبيعية للغابة. والأرض من تحتهم بدأت تنبض. فوق الجميع، يُرى شكل دائرة هائلة من الضوء البنفسجي تدور في السماء، تشبه عينًا عملاقة تحدّق بالعالم، نصفها حيّ ونصفها ميت. هذا هو "قلب أرْفال"،All Rights Reserved