وشيجةُ الرُّكام | قـيـد الـتـعـديـل. |
ليست المرأة مجرد كائن رقيق يذرف الدموع عند أول عثرة، ولا هي قلب هشّ تقتله الخيبات. المرأة عقل واعٍ، يعرف متى يلين ومتى يشتد، ومتى يصمت ومتى يثور. قد تراها تبتسم رغم الألم، وتظنها وحيدة، لكن خلفها نساءٌ يشبهنها، يشدّهن إليها رباط خفي، أشبه بـ وشيجةِ الرُّكام، تلك الوشيجة التي تُخلق من بين الحطام، وتتشكل من بقايا الألم والدموع والخيبات، فتربط بين قلوب النساء اللاتي جمعهن القدر في جحيم واحد، وصهرهنّ في نار واحدة، ليصبحن معًا أقوى مما يظن الجميع.
إن المرأة التي ذاقت قسوة العالم لا تعود كما كانت أبدًا؛ تصبح أذكى، وأقوى، وأقدر على قراءة الوجوه والنوايا. فتش وراء صمتها تجد حكمة، ووراء دمعتها تجد عزيمة لا تلين. من يظن أن المرأة ضعيفة، لم يعرف بعد أنها قادرة على إسقاط أعتى الرجال بخطوة محسوبة، أو كلمة مدروسة، أو قرار يُغيّر مجرى حياة.
فاحذر أن تقلل من شأنها، أو تتحدى حدود صبرها، لأنك حينها لا تواجه امرأة وحدها، بل تواجه نساءً ربطتهن وشيجةُ الرُّكام، قوة نسائية متصلة، صُنِعت من الألم، وصقلها الظلم، قادرة على حماية بعضها بعضًا، وصنع المستحيل إن أرادت. فإن الوشائج التي تنهار مره، لا تُبنى مرتين.
بدأت في التعديل:15-8-2025.
أنتهت من التعديل:......
