عَنْ رِوَايَتِي.
ادْخُلْ، يا طالبَ السِّرِّ، ولا تَهُبَّنَّكَ ريحُ العَجَلة،
فإنَّ هذه الأَسْوارَ لَيسَتْ من حَجَرٍ، بل من مَعْرِفَة.
ها هنا تَصَوُّراتٌ أشباحُ الحُلمِ إذا تَراءَتْ،
وصُوَرٌ مُقْتَطَفَات تَهَافَتتْ.
وها هنا أَحداثٌ ومَشاهِدُ كلُّ شَظِيَّةٍ منها تُريـكَ وجهاً من وُجُوهِ الحقيقةِ التي لا تُمسِكُها اليدُ، ولا تُدرِكُها الْعَينْ.
وفي الأعالي، أبراجُ المعرفةِ شامخةٌ، لا يرقى إليها إلا مَن حَمَلَ في جَوفِهِ شَغَفًا.
واتَّخذَ الحُبَّ سِلماً، والوَجَعَ مِفتاحاً، والذِّكرى سِراجاً في ظُلمةِ الْكَونِ.
إنَّها دَلِيلُكَ وَدِهلِيزُكَ إلى عالمٍ لا يَموتُ.
"يخدمني ميتٌ"
فَكَيفَ يَخدُمُ المَيِّتُ؟!
فَمَن دخلَ هذه الأَسْوارَ بِنِيَّةِ الفَهم، خرجَ بِنُور.
ومَن دخلَها بِحُبٍّ، خرجَ بِسرٍّ.
ومَن دخلَها بِروحٍ صافيةٍ، وَجَدَ نفسَهُ... في غيرِه.