عهد الضوء و الظلال

كانت إيلارا، ابنة البشر، تحمل في عينيها لون البحر عند الغروب، وقلق من لا ينتمي تماماً إلي عالمه. ومن خلف الضباب الذي يفصل عالم الناس عن عوالم الظلام، وُلد أرين ـــ سيد النور المكسور، آخر نسل حراس التوازن بين السحر والبشر.

لم يلتقيا بعد، لكن خيوط القدر كانت تُحاك بصمت، كما تُخاط الجراح القديمة ببطءٍ و ألم.
في عالمٍ يظن فيه الناس أن السحر اختفي منذ قرون، كان لا يزال ينبض تحت الأرض، في دماء البعض، في الهمسات التي يحملها الليل، وفي النبوءة التي لم تكتمل بعد.

قالت العرافة العمياء في آخر أيامها:

" حين يعود نصف القمر إلي النصف الآخر، سيولد عهد جديد، لكن بين الضوء والظلام، سيُختار قلبان، أحدهما يُنقذ والآخر يُفني ".

لم يفهم أحد كلماتها آنذاك، لكن الريح تذكّرت، والبحر حفظ الاسم، والنجوم أغمضت عيونها كي لا تري ما سيأتي.

هكذا بدأت القصة...
قصة إيلارا التي ظنّت أن السحر خرافة،
وأرين الذي خُلق ليحمي العالم منها.
قصة حب تُشعل الحروب، وتُعيد كتابة التوازن بين عالميْن.