
في زمنٍ لم يرحم الطفولة ولا ترك للقلوب أمانًا، شرقت منها الحياة، وأُطفئت ضحكتها في ظلامٍ لا يعرف الصبح. ثلاث عشرة سنة عاشت فيها أسيرة الخوف، تتنفس الرعب، وتتعلم أن الصمت أحيانًا نجاة. في عينيها وهنُ يختبئ خلفه وجعٌ لا يُروى، كأنها شاهدة على نهاية العالم الصغيرة الخاصة بها. أما هو، فقد تربّى على صوت الوصية الأخيرة، يحمل بين ضلوعه نارًا لا تهدأ، ونذرًا لا يُكسر. عرف أن الانتقام ليس خيارًا، بل حياة أُجبر أن يعيشها. عيناه لا تعرفان الرحمة، لكن في أعماقه حزنٌ يخجل أن يُرى. وفي الطريق الذي يجمعهما، ستلتقي الروح التي نجت بالكاد, بالروح التي ماتت منذ زمن. واحدة تخاف من كل شيء، والأخرى تخيف كل شيء.All Rights Reserved