
لم يكن القدر رحيمًا بهما، ولم يكن الزمن كافيًا لإنقاذ ما أُحرق بالنار. في بولونيا، المدينة التي تجمع الفوضى بالعراقة، التقت جوليا بيليني و ماتيو روسّي تحت سماءٍ لم تكن تعرف أن بين اسميهما دمًا قديمًا لم يجفّ بعد. هي ابنة الجنوب، تحمل في ملامحها دفء صقلية ورائحة البحر والحنين، تدرس الفنون لتلوّن وجعها وتُنسي نفسها الحروب التي ولدت منها. وهو ابن الشمال، تخرّج من عائلةٍ تقدّس القانون وتعيش على مبدأ العدالة والولاء، دخل الجامعة ليصبح محاميًا، وليعيد لعائلته مجدها الذي تلطّخ ذات يوم. أربعة أعوام جمعتهما المقاعد، والمقاهي، والضحكات المخبّأة خلف أسماءٍ مزيفة. أربعة أعوام من حبٍّ خاف أن يُعلن نفسه، من خوفٍ أن يعرف أحد من هما حقًا. لم يكن أحد يعلم أن بيليني و روسّي عائلتان لا تلتقيان إلا على الدم، وأن الماضي الذي حاول الاثنان دفنه بقبلاتهما سيعود ليحفر اسميهما على رصاصة واحدة. فحين انكشفت الحقيقة، سقط كل شيء: الوعود، اللوحات، القوانين، وحتى الحلم بأن الحبّ يمكنه أن يهزم الكراهية. هناك، بين الفنّ والعدالة، بين الجنوب والشمال، بين الحلم والانتقام، وُلدت ملحمة لن يرويها أحد دون أن يختنق صوته بالبكاء. لأن بعض القصص لا تنتهي بالوداع، بل حين نطلق النار. - رواية حين أطلقنا النار. كتبت بقلمAll Rights Reserved