ظلال المافيا

اختطفها... وحين بدأت تستعيد وعيها، أحست أولاً ببرودة الهواء يلامس بشرتها. فتحت عينيها ببطء، لتجد نفسها في غرفة يغمرها نصف ظلام؛

رائحة عطره كانت أول ما وصل إليها... قوية، دافئة، مألوفة بشكل يربك نبضها. وعندما تلاشت الغشاوة عن عينيها تماماً، رأته جالساً أمامها على مقعد خشبي، مائل بجسده نحوها وكأن وجودها وحده ما يشدّ أنفاسه. كان يراقبها بصمت، بعينيه الداكنتين اللامعتين في العتمة كأنهما الشرارة الوحيدة الحية في المكان.

حاولت تحريك يديها فشعرت بالقيود الباردة تلف معصميها . لم ترتجف، بل رفعت وجهها نحوه قائلة ببرودٍ يشوبه شيء من التحدي:

"مرة أخرى؟... ماذا تريد مني هذه المرة؟"

لم يرد فوراً. اكتفى بأن يميل أكثر نحوها، حتى أصبح الضوء الخافت ينساب على ملامحه بطريقة جعلت قلبها يخون ثباته للحظة.

اقترب بخطوات بطيئة، وابتسامة خافتة ترتسم على شفتيه وكأن المشهد كله متعة شخصية بالنسبة له. ثم قال

"لا شيء... أحببت أن أراكِ بهذا الشكل فقط "

---