
الفصل الأول: صدى الظلال كانت الرياح تعوي بين أطلال القرى المحروقة، تحمل معها رماد الحروب القديمة... تحت السماء الرمادية، وقف فتى بشعر أسود طويل وعيون زرقاء تتوهج كوميض برقٍ خافت. اسمه سيكاتا - آخر من تبقّى من عشيرة الظلال الطيبة، أولئك الذين وُلدوا بنورٍ في قلب الظلام. لم يكن يتحدث كثيرًا، فكل من حوله إمّا خافه... أو مات. يحمل في ذراعه اليسرى وشمًا غريبًا ينبض كلّما اقترب الخطر، كأنه كائن حيّ يتنفس عبر جلده. وحين يتحرك، يتبع ظلّه ظلّ آخر لا ينتمي له. بينما كان يعبر جسرًا متهالكًا فوق نهرٍ موحل، سمع صوتًا... ناعمًا، لكنه يحمل نغمة غريبة جعلت الظلال حوله تهتزّ. كان صوت فتاة تغني بلغة قديمة، لا يعرفها إلا القُدامى. اقترب بهدوء، وهناك... عند أطراف الغابة، كانت ماريانا. فتاة بشَعرٍ كألوان القمر، وعينين بين الأزرق والفضي، تغني وسط ضوء غامض يتسلّل من بين الأشجار. لكنها لم تكن تغني لأيّ أحد... كانت تغني لنفسه، دون أن تعرف من هو. حين نظرت إليه، توقفت عن الغناء. الريح سكنت. الظلال اختفت. وفي تلك اللحظة، رأى في عينيها شيئًا غريبًا - نفس الرمز الذي على ذراعه، منقوشًا على قلادتها القديمة. قالت بصوت خافت: > "لقد تأخّرت يا سيكاتا... كان يجب أن تأتي منذ زمن." تجمّد في مكانه، وقلبه ينبض بسرعة. هو لا يعرفها... لم يرهاAll Rights Reserved