في زاوية من زوايا الحياة، وُلدت صداقة بريئة جمعت بين فتاتين، تمشيان كُل صباح إلى المدرسة وهما تتقاسمان الضحك والسرّ والهمس.
كانت تلك الفتاة الجارة تحمل في عينيها شيئًا من الهدوء ودفئ الحلم، تخفي خلف ابتسامتها قصة لم يكتب لها أن تكتمل.
لكنها كانت بالنسبة لها كونًا كاملًا من الأمل.
كانت تروي كل تفاصيلها لصديقتها، حتى صارت تعرف عنها أكثر مما تعرف هي عن نفسها.
لكن القدر لا يمنح الفرح طويلًا، انقلبت حياتها جحيمًا.
قُيّدت باسم العادات،
ومن هناك بدأت تختفي شيئًا فشيئًا...
حتى صارت رسائلها نادرة، وصوتها غائبًا، ووجهها ذاكرة تبتعد مع الوقت..
تتحول الحكاية من صداقة إلى فقد،
ومن حبّ إلى وجع،
ومن ضوء الطفولة إلى ليلٍ طويلٍ مليءٍ بالأسرار الموجعة التي خبأتها الفتاة عن الجميع.
هي قصة عن طفلة كبرت بين الخوف والصمت، بين البيوت التي تخفي خلف جدرانها وجعًا لا يُقال،
وعن أرواحٍ حوربت بالسحر والغيظ، وعن بيتٍ سكنته ذكريات أكثر من أن تُحمل.
وهكذا تبدأ الحكاية...
من وجعٍ واحد يتفرّع إلى وجعٍ أكبر،
ومن قلبٍ صغيرٍ تعلّم كيف يعيش بين الخوف والرجاء،
ينتظر خلاصًا،
ربما لا يأتي أبدًا .
وطريقي ما طريقي؟
أطويل أم قصير؟
هل انا أصعد أم اهبط فيه وأغور؟
انا السائر في الدرب؟ أم الدرب يسير؟
أم كلانا واقف والدهر يجري؟
لستُ أدري .
رواية حقيقيه
بقلمي انا الكاتبة زهراء نجم