قدر الممالك الخمسة

لم يكن هناك سماء... ولا أرض.
كان المكان أشبه بفراغ لا نهائي، يلمع فيه الضوء كنجوم تتحرك ببطء وكأنها تتنفس. رائحة المطر تعبق في الهواء رغم عدم وجود غيوم... والهواء بارد مثل لمسة ملاك، ودافئ مثل حضن نار في نفس الوقت.

الفتاة فتحت عينيها، لكنها لم تكن متأكدة إن كانت تقف... تطفو... أو تسقط.
كل شيء حولها يتغير: شجرة تظهر من الفراغ، ثم تتحول إلى رماد من تلقاء نفسها، ثم يتحول الرماد إلى فراشات من نور تطير حولها.

لم تكن في عالم الأحياء... ولا بين الأموات.
كانت في ممر العوالم... مكان لا يدخله كائن إلا إذا اختاره القدر ليصبح نقطة التوازن بين الفناء والولادة.

وفجأة... سمعت أصواتًا. ليست أصوات بشر... بل أصوات ذكريات لم تعشها بعد.

> "وصلت أخيرًا... المختارة ذات العين الزرقاء."