«من يحكم العالم لا يحكم ابداً ولكن من يحكمه قلب لا يرى العالم شيء بلا ذلك القلب»
.
.
.
(رواية خيالية بعيدة عن الواقع)
.
.
.
هي الملكة التي لا يُقهر، الأسطورة الحية التي يمشي خوفها على الأرض.
عيناها جليد يذوب أمامه القلوب، وابتسامتها قاتلة أكثر من السيوف. كل من يجرؤ على النظر إليها يُحسب فورًا بين الخاضعين أو الموتى. حكمت القارات جميعها بلا منازع، لم تترك شيئاً إلا وحوّلته لرماد تحت قدميها، وجعلت من شعوبها أدوات لتنفيذ إرادتها. قلبها صلب كالصخر، بارد كالثلج الذي لا يذوب، ونرجسية عميقة تليق بطاغية أسطورية. كل كلمة تصدر عن شفتيها تُصبح قانونًا، وكل خطوة لها على الأرض ترتجف لها الشعوب.
لكن القدر، ذاك الساخر الأبدي، تجرّأ ولعب معها لعبته الوحيدة التي لا تُهزم فيها القلوب.
وقعت في حبٍّ لم تخطّط له، حبٍّ اقتحم مملكتها كما لو كان جيشًا من نار، كسر أسوارها التي لم تُكسر منذ قرون، ودخل عرشها دون إذن.
لم تعرف له اسماً، لكنه جعل نبضها يرتجف لأول مرة، جعل الجليد الذي يسكنها يتشقق.
كانت تحبه كما تحب الحرب - بشراسة، بجنون، بشغف يقتل أكثر مما يُحيي. لكنها لم تعرف كيف تكون ضعيفة، فحوّلت حبها إلى مملكة من العذاب. كل مرة تقترب، تحرقه، وكل مرة يبتعد، تُلاحقه كظلّ لا يُفلِت.
هي التي حكمت العالم لم تستطع حكم قلبها
في صباح بارد ومظلم، رن هاتف نِهال مبكرًا والذي لم يكن مجرد اشعار للإستيقاظ بل كان تذكيرا بنُهى التي كانت جزءًا من حياة نِهال والتي عادت الآن لتعيد معها ذكريات قديمة إلى السطح، ذكريات تلك الليلة الأخيرة في الجزائر والتي غيّرت مسار حياتها.
فنُهى ليست مجرد أخت عادية، بل هي الشخص الذي يثير في قلبها مشاعر متضاربة، مشاعر كانت تحاول دفنها منذ سنوات.
وسط الثلوج المتساقطة وبرودة الجو، تجد نِهال نفسها غارقة في أفكارها المتشابكة، بين واجبها العائلي ومشاعر لم تعد تستطيع إنكارها. ومع اقتراب موعد اللقاء، بدأت تدرك أن هذه الرحلة إلى المطار لن تكون مجرد مهمة بسيطة، بل فرصة لمواجهة مشاعر تجاهلتها طويلا..