
هي امرأة تحمل في قلبها لون السماء، تعشق الأزرق كما يعشق القلب الأمل، مرت بحياة مليئة بالتحديات والألم، لكن هذه الصعاب لم تستطع أن تلمس روحها النقية، ولم تزرع في قلبها سوى قوة هادئة وإشراقة صامتة، تظل دائمًا بشوشة، تضحك وتبتسم كأنها شمس صغيرة تنثر دفء الحياة حولها، هادئة في حضورها، مرحة في روحها، قادرة على جعل أي لحظة عابرة تبدو ممتلئة بالضياء والطمأنينة. حتى في أحلك أيامها، كان الأزرق يذكرها بأن السماء واسعة، وأن قلبها أوسع. بينما هو رجل عاش طفولة هادئة في ظاهرها، لكنها كانت تتشقق بصمت من الداخل، بعد طلاق والديه تغيّر كل شيء، أصبح البيت فراغًا كبيرًا، والكلمات التي كانت تدفئه صارت سكاكين في صدره. منذ ذلك الحين، انكمش على نفسه، اختار الوحدة لأن الأصوات في الخارج كانت تؤلمه، يعيش وحيدًا لا يفتح بابه كثيرًا، لكنه ليس قاسيًا؛ بل على العكس، طيب إلى حد مؤلم، لم يكن يستحق ما حدث له يوما، ماضيه ما زال يسكنه، لكنه يحاول أن يتعايش معه بصمت، كما لو أنه يصالح طفله الصغير الذي لم يجد حضنًا يومًا. by _visina_All Rights Reserved