صوت... لايسمعه أحد

البداية:

لم أكن أفهم يومًا ما معنى الحياة...
أستيقظ كل صباح على الشعور نفسه: تعب، صمت، ووجع لا أجد له سببًا.
يقولون لي دائمًا "ابتسمي"، لكنهم لا يعلمون أن الابتسامة عندي أصبحت قناعًا، أخفي خلفه وجعًا لا يفهمه أحد.
أعيش في بيتٍ مليءٍ بالأصوات، لكن لا أحد يسمعني.
أحيانًا أشعر أن الموت أرحم من حياةٍ لا تحمل لي حبًّا، ولا أمانًا، ولا معنى.

ذات ليلة، فتحت دفتري القديم... الورق كان مصفرًّا، والحروف باهتة، كأنها تعبَت معي.
بدأت أكتب بلا وعي، أكتب عن كل شيء... عن خوفي، وحدتي، وعن تلك الغصّة التي تسكن قلبي منذ زمن.
كنت أظن أن الكتابة لن تغيّر شيئًا، لكنها كانت أول مرة أشعر فيها أنني أتنفّس.
في كل كلمة، كنت أُفرغ جزءًا من ألمي، وكأن الحبر صار طريقًا نحو الضوء.
لم تتغيّر الحياة حولي، لكن شيئًا في داخلي بدأ يتحرّك، كأن الأمل استيقظ بعد نومٍ طويل.

الجزء الرابع (النهاية - بارت 1):

متلك الليلة لم أنم. جلست أمام دفتري، أتأمل الكلمات التي كتبتها قبل أيام.
شعرت بأن شيئًا جديدًا يتحرك في داخلي... شيء يشبه الحياة.
فتحت النافذة، وكان المطر يتساقط بهدوء، كأنه يغسل قلبي من وجعه.
أمسكت قلمي وكتبت جملة واحدة فقط:
"ربما أنا لا أريد الموت، ربما فقط أبحث عن سبب يجعلني أعيش."
في تلك اللحظة، سمعت صوت الهاتف يرن.
رقم غريب... لكنّ