لم يكن الليل في العاصمة موسكوا يشبه أي ليل آخر .
كان يحمل أنين الأرواح القديمة وصدى -خطوات تسمع ولا ترى.
بين الأزقة المظلمة، كانت إيفلين ريفنشيد تهرب من ماضيها كما يهرب الضوء من العدم....
أما ، القائد ليونيد دراغوفيتش الذي فقد كل شيء إلا شجاعته، فقد وجد في عينيها سببًا جديدًا للنجاة - أو سببًا جديدًا للموت.
حين تلتقي الظلال بالعاطفة، ينكسر قانون الحياة، وتبدأ لعبة الدم والحب والخيانة.
رائحة المطر تختلط برائحة البارود، والعناق -
يتحول إلى وعد بالانتقام.
لكن ما لم يعرفه أحد... أن ما يجري في - موسكوا لم يكن صدفة.
بل كان فصلًا جديدًا من لعنة ولدت مع أول قلب أحبّ في الظلام.
كلما رأت ملامح ذلك الرجل العربي الأسمر، تشتعل نار الكراهية في قلبها. لم يكن حقدها وليد اللحظة، بل تراكم من خيبات وخسارات ربطتها في ذهنها بوجهه ولون بشرته. تنظر إليه بعينين متقدتين، لا ترى فيه إلا رمزًا لخذلان قديم، وظلًا يعيد إليها كل ما أرادت أن تنساه. في صمتها صراع داخلي، وفي حقدها وقود يدفعها نحو الانتقام.