
لم أكن أعرف أن الخوف يمكن أن يلبس وجهًا مألوفًا. كنتُ طفلة من الأنبار، من الرمادي… مدينةٍ كانت تشبه قلبي قبل الحرب، مليئة بالضحك والدفء. لكن ذات يوم، تبدّل كل شيء. لم يكن التحرش مجرد فعل عابر، بل كان بداية انكسارٍ غيّر نظرتي للعالم، ولنفسي. منذ تلك اللحظة، صرتُ أعيش داخل جدارٍ من الصمت، أخاف من الناس، ومن عيونٍ تذكّرني بما حدث. ثم جاء عام 2014… صوت الانفجارات صار يوقظني بدل أمي، والسماء لم تعد زرقاء كما كانت. خرجنا من الرمادي على عجل، نركض بين الخوف والدموع، لا نعلم إلى أين، فقط نريد البقاء أحياء. الهجرة لم تكن سفرًا، كانت اقتلاعًا من الجذور. وجدت نفسي في مكانٍ جديد، بلا بيتٍ يشبه بيتي، بلا صديقات، بلا ذكريات، فقط فراغ كبير يبتلعني كل يوم. لكنني تعلمت شيئًا واحدًا وسط كل ذلك الخراب: أني ما زلت هنا… أن قلبي رغم كل ما مرّ به، ما زال قادرًا على الحلم، وعلى أن يحب الحياة من جديد. هذه حكايتي — حكاية فتاة كسرتها يد الغدر، وشتّتها الحرب، لكنّها وقفت، حملت رمادها، وقررت أن تولد من جديد. بقلمي انا الكاتبه :الاء .ع ن .خ فAll Rights Reserved
1 part