كانت وردةً لا تشبه سواها،
تتفتح في عتمةٍ لا تعرف للضوء طريقًا.
تحاصرها الأسوار، لا خوفًا عليها، بل خوفًا منها -
فجمالها فتنة، وعطرها لعنة، ونقاؤها ذنب لم تغفره العيون.
كبرت وهي لا تعرف سوى صدى أنينها،
تتعلّم الصمت لأن الكلام لا يُسمع منها
يحسبونها آمنة في قفصها الذهبي،
دون علم أنها تذبل ليلة بعد اخرى
تقبلت مصيرها حتى نسيت ما حلمت به ذات مرة
ظنت أن الجميع نساها...
إلى أن ظهرت عاصفة من قلب الظلام
برقه وعدٌ ونذير، ورعده يبعثر صمتها،
رآها كما لم يرها أحد لا كزهرة مسجونة،
بل كشيء خُلِق ليزهر في فوضاه هو.
منذ لحظتها، لم تعد تعرف:
هل أنقذها... أم أسرها من جديد؟