
الطبيب لم يكن يؤمن بالماضي، بل بالمستقبل الذي يعد به العلاج. حتى أُرسل إلى مصحة "الهاوية"، حيث لا يهدأ الصراخ إلا ليلاً، وحيث لا تشبه الردهات المستشفيات بل قاعات المحاكم المُعلّقة. هناك، التقى شابٌ لم يصرخ، لكن عيناه كانتا ترويان قصة أكبر من مجرد مرض. الأطباء حكموا عليه بالجنون؛ لكنه كان يرى شيئًا آخر. "كل ما يخص هذا المكان لم يمت، يا دكتور. إنه فقط ينتظر مَن يسمع." أدرك الطبيب فوراً أن مهمته في "الهاوية" لن تكون علاج العقول، بل مواجهة ما لم يستطع العلم تفسيره. ففي هذا السجن الحجري، كان الصراع الحقيقي بين الأحياء والأموات.All Rights Reserved